الاثنين، 17 أغسطس 2009

عبدالحسين عبدالرضا و وزير الداخلية... وبوقة الــ 5 ملايين !!!

عبدالحسين عبدالرضا ... برج الكويت الرابع ... وامبراطور الفن الخليجي ... و وكيل الإبتسامة في الخليج العربي ...

صاحب الأعمال الخالدة في ذاكرة الأجيال...

هو الذي أخلص لخشبة المسرح فانصاعت له تحت جبروت عطائه.. أجاد في كل ما قدم، فنال استحسان الجماهير التي التهبت حناجرها من الضحك تارة ومن الهتاف له إعجابا تارة أخرى

هو العملاق الذي دخل قلوب الجماهير العربية.. ليس مجرد ممثل ومنتج .. إنه أيضا رجل الأعمال، التاجر، الاستاذ الجامعي، الرومانسي، الاسكافي، المطرب، الطبيب، صائد السمك.. في آن واحد، إنه حالة استثنائية يندر أن تتكرر في تاريخ الفن الكويتي المعاصر..

عبد الحسين عبد الرضا حياته مدهشة مثل موهبته ومخيفة مثل أعماقه، ودافئة مثل مشاعره، وجريئة مثل أفكاره، وعنيفة مثل أحزانه عاش عمره يبحث عن فن راق صادق يحتوي موهبته وقدراته الكبيرة، وآذان تسمعه، وعقل يفهمه، ونجاح يستوعبه. إنه النجم الموهبة والناقد الشرس لنفسه أولا..
هو النجم الكويتي الذي قلب موازين الكوميديا في الخليج رأسا على عقب.

صاحب الجماهيرية الأعلى في الخليج العربي ....

من منا لا يعرفه ... لا أعتقد هناك أحد ، لأنه على مدى 4 عقود وأكثر وهو يرسم الابتسامة على محيا الرجال والنساء ، الشباب والبنات ، العجائز والمسنين،لا يكاد يخلو بيت من أحد أعماله الخالدة وما أكثرها ، ولا تكاد تخلو ذاكرة كويتية من إحدى مشاهد أعماله الجميلة ، فتستدعيها في وقت الحاجة ....

ولطالما تطرق " الــعــود " بوعدنان في أعماله الفنية إلى العديد من المواضيع ذات الشأن السياسي تارة وذات الشأن الإقتصادي تارة أخرى .كما تناول العديد من القضايا الإجتماعية في أعماله ، واستطاع من خلالها أن يضع يده على مكامن الخلل ، فنجده يسخر من المشكلة أيا كان نوعها ثم يضع الحل الملائم لها وهكذا ...

فالجميع يترقب أعمال هذا العملاق على اختلاف مشاربهم رئيس الدولة و الوزير والتاجر و الفقير والطبيب والحواي و صاحب البنك و تاجر الإقامات و مدقق الحسابات ، و شراي الجناسي واللي يصلَح " النعل "و..و..و.. حتى اللي يسكر ويخربط بلندن وسائر المدن الأخرى يتابع أعمال ذلك العملاق لأنه تطرق إليهم في أدواره على مدى مشواره الطويل ، فأوجعهم بنقده المستحق ، لأنه نجم لايعرف التطبيل لأحد على حساب وطنه الذي أحبه ...

حتى وزير الداخلية جابر الخالد الصباح

الذي بعهده تم التعدي على 5 ملايين دينار من أموال هذا الشعب الأبي لم يستطع أن ينفذ بجلده من سهام بوعدنان الكوميدية وإسقاطاته السياسية ، على الرغم من أن المقطع المرفق بالمقالة هو من مسرحية " قناص خيطان " أي قبل جريمة التعدي على الــ 5 ملايين بسبع سنوات تقريبا ...

وأعتقد أن "الــعــــود" بوعدنان أحس بقدوم وزير بعد سبع سنوات سيتم بعهده التجاوز على 5 ملايين دينار من أموال شعب الكويت الكبير
فقال ما ستشاهدونه ....


ملاحظة : لو نجمع وزراء الداخلية و الدفاع لدول مجلس التعاون جميعا ومعهم جميع أفراد الجيش والشرطة من ضباط الصف والنقباء والرواد والمقدمين والعقداء والعمداء والألوية والفرق وجميع طاقم القوات البرية والبحرية والجوية ودرع الجزيرة ! و لواهيب القيظ بجميع أجزاءهم ! ..

لونجمعهم كلهم لا يأتون ربع عدد جمهور عبدالحسين عبدالرضا الذي حضر له المسرح فقط منذ مسرحية " صقر قريش " حتى الآن


شكرا يابـــوعــــدنـــان على كل ماقدمت وسوف تقدمه ...
شكرا يابتسامة الفرح في وجدان المشاهد الخليجي ...
شكرا يارمز الفن الخليجي وعملاق المسرح الكويتي العصامي ...



شـــــــــــــــــــــكــــــــــــــــــرا





الأربعاء، 5 أغسطس 2009

حمار يتحدث مع Big Boss خليجي







قرر حمارٌ أن ينتظر الـ Big Boss في بيته، وتسلل بالفعل دون أن يشتبه به أيّ من رجال الأمن، ودخل غرفةَ مكتبه، وانتظر عودتَه الميمونة. قُبَيل الحادية عشرة مساء، وبعد العشاء ومشاهدة نشرة الأخبار المتلفزة،
دخل الــ Big Boss إلى غرفة مكتبه وبيده مجموعة من الصحف والتقارير والأوراق الأخرى. كانت المفاجأةُ كبيرةً، وقبل أن يرتفع صوتُ الــ Big Boss مطالِباً الحرسَ الخاصَ باخراج هذا الحيوان من مكتبه، نظر إليه الحمارُ نظرةً مُذِلة وقال في مَسْكَنَة اعتاد الزعيمُ أن يراها في عيون المحيطين به: سيدي، هل لك أن تستمع إلي قبل أن يطردني حرسك الخاص، فلديّ عرضٌ مثير للاهتمام يستفيد منه كلّ مِنّا حسب موقعه؟
وبدأ الهدوء يعود إلى الـ Big Boss، ثم جلس على مقعد مريح بعدما أغلق بابَ المكتب جيدا.


الــ Big Boss: تكلم فليس لديّ وقتٌ، وقُلّ ما عندك رغم ثقتي بأن حمارا مثلك لا يمكن أن يكون لديه عرضٌ يُغريني بقبوله.


الحمار:أريد أن أعمل لديك مستشارا خاصا يفوق في كفاءاته وقدراته كلَ مستشاريك ومديري مكتبك السابقين والحاليين.

الــ Big Boss: حمار وغبي وأيضا متخلف! كيف استبدل رجالي الذي صنعتهم من قاع العبودية، والذين لا يساوى الواحد منهم ورقة صغيرة تخرج من مكتبي فيجلس بعدها على مقهي أصحاب المعاشات يجتر ذكريات رضائي عنه؟ إن لدي رجالا في كل مكان من القصر إلى رئاسة تحرير أهم الصحف الرسمية، ومن الرجل الثاني إلى معظم وزرائي، وأنا أراهم أكثر منك طاعة، وأشدَّ قدرة على تحمل اهاناتي لهم، ويبتهجون بالمذلة، وتتقوص ظهورهم وهم يسيرون خلفي طالبين الرضا ونصفَ ابتسامة وإيماءةً مني ولو كانت احتقارا.


الحمار: لكنهم ياسيدي الــ Big Boss، سينضمون لأول حركة ناجحة تطيح بك، وسيبيعونك لمن يدفع أكثر، وسيبصقون على يديك إن طلب منهم الــ Big Boss الجديدُ ذلك. أما أنا فلن أفعل أكثر من الطاعة لك، والصمت على الآلام، والسكوت على خواء البطن ولو مت جوعا.


الــ Big Boss: أنا لا أنكر أن فيك صفات تنطبق تماما على المواصفات المطلوبة لمن يخدمني، لكن المستشارين في القصر أصبحوا مركز قوة، بل إنني أكاد لا أعرف أحيانا ما يدور إلا من خلالهم، وأنا سعيد بهذا فهم يتذللون ويقومون بحمايتي، وأنا أستبد بهم وأتولى حمايتهم. إنها معادلة الطاغية والمستبد والديكتاتور والسيد على مدى التاريخ. وهنا بدت نظرات الحزن والأسى في عيني الحمار، ولأول مرة يرق قلبُ الزعيم لمن يستجديه ولو صامتا.

الــ Big Boss: هل تقبل أن تكون وزيرا للزراعة والري والثروة المائية؟


الحمار: معذرة يا Big Boss فأنا لا أستطيع أن أنافس رجلك في الوزارة، فهو ظلك في الحكومة، وهو لسانك الذي تبطش به، وهو القادر على أن يحدد لرعيتك الأكل والشرب والسموم، وقد أبقيته بجانبك لأنه أكثر مني طاعة وتحملا



الــ Big Boss: ما رأيك في رئاسة مجلس إدارة شركة الطيران الوطنية، فهناك سرقة ونهب وأيضا عمولات على شراء طائرات، وحسابات مفتوحة، وأماكن مجهولة لا يعرفها ديوان المحاسبة؟



الحمار: صحيح أن منصبا كهذا لم تشترط سموك أي كفاءات على صاحبه، بل لو تطابقت صفاته مع صفاتي فإن رجالك وأقاربك ومعاونيك ومستشاريك يستطيعون أن ينالوا من كعكة شركة الطيران الوطنية، فهناك ميزانية بمئات الملايين، وعمولة واحدة تكفي المرء أن يعيش ما بقي له من عمر على حرير وثير، لكنني كحمار أرى أن منصبا أرفع من هذا يليق بي. أريد أن أكون أقرب إلى الرجل الثاني في الدولة، بل لا أخفي عليك، يا Big Boss، أنني أطمع في منصب أعلى من الرجل الثاني.



الــ Big Boss: لكنك لن تستطيع أن تكون Big Boss خليجيا حتى لو قامت أجهزة الاستخبارات الأمريكية بوضعك عنوة في القصر.


الحمار: لكن هذا الاجحاف والظلم البَيّنَ والتمييزَ ليس أكثر من جهل بطبيعة الفروقات والتجانسات بيني وبين صاحب أعلى منصب في الدولة. فالــ Big Boss الخليجي بوجه عام ( إلا قلة نادرة ) لا يقرأ، وإذا قرأ لا يفهم. وهو أقل ذكاء من معظم المحيطين به، ومايقوم به في شهر أقوم أنا به في أقل من يوم. وهو لا يحتاج للتفكير، فهناك من يفكرون له، ولا يكتب خطبته، وإذا صادف وأجرى حديثا تلفزيونيا فإن المونتاج قادر على تحويل خربشات الهُراء إلى عبقرية، والفراغ الفكري إلى تأمل، والسخافات إلى مزاح من الــ Big Boss المتواضع.


الــ Big Boss: ولكنك لا تستطيع أن تكون فيلسوفا، وروائيا، وقائدا مهيبا، وعسكريا فذا، فأنا أتحدث في كل شيء، ويمكنني الخوض في أمور أجهل فيها أصغر معلوماتها، لكنها تتحول بقدرة قادر إلى ثورة فكرية لا يماثلها فكر آخر على وجه الأرض.


الحمار: هل تعني، ياصاحب السمو، بأنني لو توليت الحكم واجتمعت بكبار المثقفين والاعلاميين ورجال المال والاعمال والأمن فلن يمتدحوا في عبقريتي؟


الــ Big Boss: أنا لم أقل هذا الكلام، فأنت تستطيع أن تخوض الانتخابات كما أنت، بصفتك حمار، وستجد جماهير تندفع رافعة صورتك، وستندهش من الافتتاحية الرائعة في الصحيفة الرسمية وهي بقلم رئيس التحرير نفسه بأننا انتظرنا طويلا حاكما عادلا وقائدا محنكا كحمارنا، ونحن ينبغي أن نتمسك به من أجل مستقبل أولادنا واستقلال وطننا.


الحمار: لماذا لا تجعلني أمينا عاما للحركة الوطنية التي تحكم وستجدني طوع بنانك، أتحمل منك الاهانات والضربات ولو صفعتني على قفاي سبعين مرة في اليوم


الــ Big Boss: هذا المنصب محجوز دائما لأكثر الخدم طاعة لي، وأشدهم قسوة على خصومي، وأمهرهم في التزوير، وأدناهم أخلاقا، وأضعفهم ضميرا.


الحمار: إنني أستطيع أن أقوم بتنظيم الإعلام، وتعيين حمقى في التلفزيون،وغض الطرف عن كل صور الفساد، وتكديس الشاشة الصغيرة بوجوه متخلفة عقليا وثقافيا ولغويا، والتعاون مع المتزلفين والمنافقين في الصحافة، واشتراط الضعف في اللغة العربية لكل من يتم تعيينه.
الــ Big Boss: معذرة، عزيزي الحمار، فنحن هنا أمام آلة تلميع وتأهيل صورة الأمير كلما بدت باهتة أو نَسيها الناسُ لساعة أو بعض الساعة، فيقوم إعلامنا بتذكير المواطنين بأن لهم سيّدا يطيعونه. هل تعرف أن في تلفزيون دولة خليجية أخرى يقوم المشاهد المتصل باهداء الأغنية أولا في برنامج ما يطلبه المشاهدون إلى صديقي الأمير، ثم تبدأ الإهداءات الحقيقية للأهل والأحباب والأصدقاء؟ ثم إنني أشترط في هذا المنصب ذكاء وحماقة في نفس الوقت. الإعلام في بلدنا هو خط الدفاع عن الطغيان، وممارسة البغاء السياسي وحماية القصر من البيان رقم واحد الذي يتمنى الكثيرون إذاعته بُعَيّد وصول دبابتين وثلاث مدرعات إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون.


الحمار:لماذا لا تجعلني كاتب خُطَبك التي تُلقيها في المناسبات الرسمية والوطنية؟

الــ Big Boss: أنا لا أنكر أن أيّ حمار يمكن أن يكتب خطبة ويلقيها الــ Big Boss على الملأ وتتحول صباح اليوم التالي في مانشيتات الصحف الرسمية إلى أقوال كأنها من رحم فلسفة سبينوزا وعبقرية تشرشل والبيان البلاغي للرافعي، لكن كاتب خُطبي يعرف ما يدور في خلدي، ويقرأ أفكاري قبل أن ينطق بها لساني، ويتابع أجهزة الاستقبال العاطفية الساذجة في نفوس وقلوب أبناء شعبي، ويتجنب تماما المرور على العقل والمنطق والتاريخ والحقائق، فتأتي خطبتي كأنها أُمُّ البيانات. ولكن ما رأيك في أن آمر بتعيينك كاتبا للمسلسلات التلفزيونية وهي بوجه عام مهنة، باستثناء بعض الأعمال النادرة، يجيدها كلُ حمار يرغب في الوصول إلى قلوب الحمقى، بل إن بعض المسلسلات يتأفف كاتبها الحمار من مشاهدتها مع أن لها شعبية كبيرة؟


الحمار: الــ Big Boss كأنك تهينني في كفاءاتي وقدراتي. إنني أبحث عن منصب أكبر بكثير استطيع من خلاله تعبيد كل الطرق المؤدية إلى استمرارك سيدا فوق رقاب عبيدك. لذا فربما يكون منصب مدير الأمن العام مناسبا لي!


الـ Big Boss: هذا المنصب بالذات غير مناسب لك بالمرة، فأنت قد تصمت، وتنفذ أوامري حرفيا، لكن قلبك الرقيق الطيب لن يتحمل تقارير يومية تتكدس على مكتب مدير الأمن العام قبل أن يحيلها إلي وهي عن التعذيب في السجون والمعتقلات واغتصاب المواطنين وامتهان كرامتهم وتجريعهم الذل الُمْرّ.إنني منذ توليت السلطة قرأت ما تهتز له السماوات السبع ومن فيهن من تقارير عن سلوكيات رجال أمني وحمايتي مع أبناء شعبي، ولم تتحرك ذرة شفقة أو رحمة بين جوانحي، حتى من قضى منهم تحت التعذيب المستمر لكونهم من المعارضة أو من المشاغبين أو أكباش فداء لتعليم رعيتي أصول العبودية والسُخرة والتذلل والخوف مني. فكيف استبدل بمسؤول الأمن في بلدي حمارا مثلك قد يشفق يوما ما على مواطن، أو يطلب من زبانية التعذيب التخفيف أو الاستجابة لأبسط الحاجات والمتطلبات الإنسانية. إنني أبحث عن السيادة في أعمق صورها وأشدها وحشية وبطشا. وأنت، عزيزي الحمار، لا يمكن أن تستمر في هذا المنصب شهرا أو اثنين.


الحمار: هذا ظلم شديد يا Big Boss ، فأنا واثق في قدرتي على خدمة مصالحك أكثر من المحيطين بك، لماذا لا تجعلني كاتب الافتتاحية في واحدة من الصحف الرسمية التي تنفق عليها الدولة، ولا يقترب منها ديوان المحاسبة، وتحقق خسائر بالملايين، ولا يقرأها إلا أنصاف الأميين.


الــ Big Boss قد أفكر جديا في تعيينك رئيسا لتحرير أقرب الصحف الرسمية إلى فكري، وهي صحيفة تبدو كأنها خارجة لتوها من مكتب الإعلام التابع للقصر، وتحتقرها الرعية، والافتتاحية التي تعيد تلميعي وتأهيلي وتذكير العبيد بسيدهم تشترط في كاتبها أن يكون أقل ذكاء من كل القراء، وأن يرص كلمات غير مفهومة، وأن يضع بين كل ثلاث أو أربع فقرات اشارات عن توجيهاتي الحكيمة. وستكون لك إمتيازات كبرى، ويتقرب منك الوزراء، ويدعوك كبار القوم لحفلات أعراس أبنائهم وبناتهم التي يـأتيها الطعام ساخنا بطائرة خاصة من محلات مكسيم في باريس، ويزورك السفير الأمريكي ويبحث معك العلاقات الثنائية بين البلدين. بل إنك تستطيع أن تؤسس ورشة عمل من صغار الكُتّاب والصحفيين، وتشتري الملكيات الفكرية لأي إعلامي مسكين، ثم تضع عليها اسمك وتمهرها بتوقيعك بخط اليد كأنك كاتب حقيقي، ولا مانع من صورة أعلى مقالات الافتتاحية تبدو فيها كأنك تفكر


الحمار: لماذا لا تجعلني وريث العرش والحُكم والحِكمة، وأنا أضمن لك أن رعيتك لن تحاكمك في المستقبل، وسأخفي تاريخ جرائمكم وتجاوزات أسرتك ومعاونيك وكل رجالك؟


الــ Big Boss: هل تظن أن هذا المنصب الذي حلمت به طويلا يخرج عن أسرتي الشريفة؟ إننا نتقاسم الدولة كما يتقاسم اللصوص مغارة علي بابا، ويستطيع أيّ منا أن ينهب مصرفا بكامله. هل تصدق، عزيزي الحمار، أن شقيق أحد أصدقائي من الــ Big Boss الخليجيين كان يحصل على 51% من معظم المشروعات الكبرى في البلد وإلا فإن المشروع يتوقف. هل تصدق أن مهاجرا قضى في كندا ربع قرن، وعاد إلى بلده الخليجي ليعيش ما بقي له من عمر، ويستثمر مبالغ طائلة في مشروع رائع، فجاءته مكالمة هاتفية قبيل اعتماد الموافقة النهائية بعد ثلاث سنوات من التعب والارهاق والبيروقراطية، وكان المتحدث على الطرف الآخر ابن الـ Big Boss بشحمه ولحمه يطلب منه أن يكون شريكا بخمسين في المئة في مقابل الحصول على الموافقة النهائية؟ حتى لو ضمنت لي في الخمسين عاما القادمة عدم الاقتراب من تاريخي وتجاوزاتي وجرائمي ضد أبناء شعبي ، فإنني لا أتصور يوما واحد يتم فيه حُكمُ هذا البلد
من Big Boss لا يحمل اسم عائلتنا الكريمة.


الحمار: معنى ذلك أن ليس أمامي إلا تأسيس حركة معارضة ظاهريا، ومتعاونة مع نظامك في السر، تبدو في العلن كأنها تعترض فتمنح الحُكمَ شرعيةَ تعدد الآراء والمذاهب، ومنها يكتسب النظامُ، عربيا ودوليا،الشرعيةَ الشعبية.


الــ Big Boss: لا أظن أن شعبنا ستنطلي عليه هذه اللعبة، ثم إن صفات الحمار لا تنطبق على حامل هذا اللقب أو صاحب المنصب ، فهو يحتاج للمكر والدهاء وطول النَفَس. إنها كالجاسوس المزدوج يلعب مع الخصمين بنفس القدر.

الحمار: لكنني لن أخرج من القصر قبل أن تأمر بتعييني في منصب هام، وأنا لا أستطيع العودة إلى اسرتي وأهلي وأحبابي واصدقائي في عالم الحمير وأبلغهم أنني فشلت في اقناعك. إنني على استعداد لقبول منصب ثقافي كبير يتحكم في الرقابة على الفيلم والكتاب والتلفزيون والصحافة، ومن خلاله أتجول في معرض الكتاب بعد منع عشرات من الكتب بحجة مخالفتها لنظام الدولة، وأن أضع خطوطا حمراء على أي شيء يمس الثقافة والطباعة ومعارض الكتب دون إبداء الأسباب المعقولة، وأن أتلذذ بتعذيب اصحاب دور النشر الذين ينتظرون أياما طويلة قرار الافراج عن الكتب التي تحملوا طباعتها وشحنها على نفقتهم الخاصة. إن الثقافة في بلدنا لا علاقة لها بالمعرفة والكتاب والعقل والمنطق. وهنا بدا أن الــ Big Boss قرر تعيين الحمار في واحد من أهم مناصب الدولة التي يظن معظمُ الناس أن العبقرية هي الشرط الوحيد لتوليّه، لكن القائدَ الرمزَ كان يعرف تماما أن لا أحد في الدولة سيشير على صاحب هذا المنصب الرفيع ويقول بأنه حمار. وتحركت تروس المطابع للصحف الرسمية استعدادا لنشر الخبر القنبلة الذي سيمنح أبناءَ الشعب آمالا كبيرة بتعيين الحمار في هذا المنصب الرفيع والحساس والسيادي من أجل رفعة الوطن ومستقبل أبنائه

أواااااااه على بلدي ... الذي كان جميلا !!!!!






الأربعاء، 15 يوليو 2009

مسلم البراك والعدوان الثلاثي


"مسلم البراك " اسم ملأ الساحة السياسية في الفترة الأخيرة بجوها وبرها وبحرها ، قد تختلف معه أو تتفق لكنك قطعاً لا يمكن أن تنكر أنه نائب صلب ، جرئ ، مفوه ، يملأ مكانه إذا حضر، ولا يشغل مكانه أحد إذا غاب .
شجاع بإمكانه منازلة من يفوفه بالعدة والعتاد وتراه يهزمه بسهولة ، له جماهير في كل مكان حتى يكاد هو النائب الوحيد الذي لو يترشح في أي دائرة في الكويت لفاز وتصدر، صاحب حنجرة تسمع الأصم ولطالما أسمع بها وأوجع كل من سولت له نفسه بالالتفاف حول الدستور أو نهب أموال الدولة .
ومن باب احساسه بالمسؤولية تجاه المال العام قدم استجواباً مستحقاً لوزير الداخلية لم يتمكن الوزير من خلاله الرد على شبهة التنفيع التي شابت صفقة الاعلانات ، ولكن الحكومة عندما أحست بتورط وزيرها في هذه القضية قامت ولأول مرة بتجنيد كافة الصحف والمحطات التلفزيونية " اللي تمون عليها " وما أكثرها ضد مسلم البراك واستجوابه المستحق من أجل الإطاحة به واستمرار وزيرها صاحب شبهة التنفيع .
حتى منتخب طبقة الدينار الزائل شارك بالعدواني الثلاثي على النائب مسلم البراك ممثلا بالمدرب ناصر الذي أمطر النائب المحترم مسلم البراك بوابل من الاتهامات والاساءات الشخصية فبدأ هذا المنتخب بهجوم قوامه شرذمة من كتاب الدينار الذين ضاقت بهم الصحف ذرعاً جراء مقالاتهم الساقطة الهابطة التي فشلت في النيل من بوحمود ، ومن ثم أعطى المدرب تعليماته لابن أخيه لإجراء الإحماء لدخول أرضية الملعب ، وبالفعل دخل ملعب المنازلة بتصريحاته العدائية وما هي الإ خمس دقائق حتي أصيب بقطع بالرباط الصليبي وبخلع في الكتف جراء التحام قوي مع قلب دفاع الخصم .
هنا " توهق" المدرب وأحس بضراوة الخصم وشراسة دفاعاته فلم يجد بد من الدخول بنفسه إلى أرضية الملعب ليحاول أن يحقق ما عجز عنه لاعبيه من هز شباك الثقة التي بناها البراك مع ناخبيه .
دخل الملعب بتصريحات ملؤها الحقد لا تستحق أن أقف عند أغلبها ، ولكن استوقفني تصريح أكتع عندما قرأته علمت أن الدينار كالخمرة يذهب العقل أحيانا ، وهو عندما قال أن مسلم يدافع عن الذئاب وقطعا هنا يقصد الرمز أحمد السعدون ، ولست هنا بصدد الرد ولكن أجده شرفاً كبيراً من يحمل لواء الدفاع عن الرمز أحمد السعدون ، فعلا يامدرب، أحمد السعدون هو الذئب الذي نهش بأنيابه المدببه كل يد امتدت على مقدرات البلد أو مكتسبات الشعب على مدى العقود الثلاث الماضية هو البارجه الدستورية التي اقتحمت بحار الزيف والدجل والبصامة والسارقين فأغرقت كل سباح هوى السباحة في ذلك البحر وأدمى كل حوت اتخذ من ذلك البحر المظلم عرشا له . فأين العيب في الدفاع عن هذا الرمز ؟ اخبرني .
ثم انه ياباش مدرب لم يدافع عن شخص كان عرابا للمجلس الوطني أو شخص كان وزيرا في حكومة الحل الغير الدستوري .
ولم يدافع عن شخص ملياري كويتي لا يستثمر في بلده ، لم يدافع عن شخص يأخذ رسوم مالية حتى على المعاقين لعلاجهم ، لم يدافع عن شخص يقوم ولأسباب استثمارية تجارية زائلة بمنح منتخب مصر لكرة القدم مليون دولار لإحرازه كأس أفريقيا وبعدها بأحد عشر يوما يحرز منتخب الكويت لكرة اليد كأس آسيا ولم يدفع له دينار واحد !!!

يامسلم ياصوت الشعب الهادر لا تلتفت إلى الأصوات النشاز التي تحاول عرقلتك فأنت اختيار الشعب بأكمله وصانع للقرار في هذا البلد ، امضي في طريق تعرية سراق المال العام ولا ترد على المهاترات التي تأتيك من كل حدب وصوب ، واعلم بأن هذا قدر الكبار !!!

الاثنين، 13 يوليو 2009

أحمد السعدون .. نعم أعنيك



تجتاحني القهقهة ويغمرني الهذيان من فرط الضحك، مع زخات من مطر دموع الحسرة والألم عندما أقرأ وأسمع من يقول إن فلاناً هو رجل المرحلة، وأنتم تعلمون من أقصد بفلان هذا!

وتغرس الصدمة أطنابها في صدري المكلوم من واقع السياسة المر لدينا عندما أرى من يقول إن فلاناً الثاني هو (الرئيس الحكيم للمجلس) ومادروا بأنه هو من أودى بحياة المجلس من جراء جهله باللوائح وفقدانه للحياد وطرده للجمهور وتنصله من دوره كنائب يشرِّع ويراقب أو على الأقل يترجل من عرشه ويقف بجانب زملائه النواب ليتكلم أو يعقب أو يعترض أو يقترح كما فعل سلفه الرمز أحمد السعدون. لا فلان الأول رجل المرحلة لأنه أثبت فشله في خمس تجارب أظنها كافية لاختبار الرجال ولا فلان الثاني معقود عليه الأمل والطموح لأنه جثم على كرسي رئاسة المجلس طيلة عشر سنوات، لم نر خلالها إلا تدنيا في لغة الحوار، وهرجا ومرجا داخل قاعة البرلمان، وتراشقا بالألفاظ و(القلاصات) بين النواب في مشاهد لم تعتد الديمقراطية الكويتية عليها من ذي قبل.

إذن من هو رجل المرحلة؟ ومن هو المعقود عليه الأمل والطموح في انتشال البلد من مستنقع التراجع والمضي به نحو المقدمة؟

إنه، وبلا أدنى شك ولا عك، النائب المخضرم الرمز أحمد عبدالعزيز السعدون الذي وثب على ذاكرة البرلمان ووقف على حافة الدستور مشيِّداً سياجاً منيعاً من اللاءات حوله على مدى ثلاثة عقود وأكثر.

إنه زرياب السياسة، وكيف لا؟... فزرياب هو الذي أضاف الوتر الخامس على آلة العود ليزداد جمال الألحان جمالاً. شأنك شأنه يا«بوعبدالعزيز» فأنت من أضفت إلى آلة العود السياسية لدينا وتر الشجاعة في الحق، ووتر نكران الذات، ووتر الصبر في أحلك الظروف، ووتر الثبات على المبدأ، والإخلاص في العمل من أي موقع... نعم أعنيك يا زرياب السياسة.

نعم أعنيك يا أبا «عبدالعزيز»، أتدري لماذا؟ لأنك كنت ومازلت قائد فريق التصدي والدفاع عن الدستور وحماية المؤسسة البرلمانية من الضياع، ورأس الحربة في ملاحقة مؤسسة الفساد وسراق المال العام.

نعم أعنيك يا الرمز «بوعبدالعزيز» لأنني أعلم أن اليأس لم يعرف طريقه إلى قلبك بعد، رغم أن جحافله قد غزت قلوب الكثير من قومي.

نعم أعنيك لأنك دافعت عن الدستور بصلابة رغم أن هواة ودعاة الانقلاب عليه موجودون بكثرة كالنمل الجائع حول قطعة كعك يريدون القضاء عليها. نعم أعنيك لأنك الوحيد الذي بحثت عن السارقين الذين امتلأت جيوبهم بأموالنا وأموال أجيالنا وعثرت عليهم متلبسين بخزي الجريمة لتعلقهم على مشنقة السياسة، فنرى أجسادهم تتدلى دون رحمة لنصفق بحرارة وإعجاب، لأنك أعدمتهم سياسياً.

نعم أعنيك يا أيها النائب الوحيد الذي لم يتغيب عن حضور الجلسات يوماً إيماناً منك بأهمية الدور الذي وثق بك الناس كي تلعبه.

نعم أعنيك ياالرمز «بوعبدالعزيز»، لأن أقزام السياسة تطاولوا على تاريخك الناصع فما التفتَّ إليهم، وفتحوا عليك نار الهجوم المدفوع الثمن لسنين عدة، فما انثنيت لهم، ولفَّقوا عليك تهماً رخيصة بريء أنت منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب، فلم تخضع لهم ولا لأهوائهم وبقيت طوداً أشم تنتهي أحلام الشامتين منك والحاقدين عليك عند سفحك.

نعم أعنيك يا أيها الرمز، وهل يحق لي أن أعني غيرك؟ لم أتجاوز بعد الثانية والعشرين من العمر وانتخبتك مرتين، نعم أول صوت أدليته في حياتي كان لك، وكيف لا يكون إلا لك؟ أخبرني. نعم سأجلس إن رزقني الله عمراً مديداً على إحدى موائد الغداء في المستقبل مع أبنائي وأحفادي وأبلغهم بأن الله رزقنا رمزاً حافظ على دستوركم وأموالكم ومستقبلكم فانتخبته بكل شرف واعتزاز، وها أنتم تدرسون عنه الآن في مادة الاجتماعيات في فصل 'رموز الكويت' فاذهبوا وذاكروه جيداً كي تنجحوا.

مازلت أعنيك يا رمزنا الأبدي، الآن وبعد أن بدأ الفصل التشريعي الجديد، المضمار مضمارك والمجلس مجلسك والكويت تحتاجك ونحن نريدك، أشهر سيفك مجدداً في وجه العابثين والمخربين والخاطفين الذين اغتالوا أحلامنا خلسة، فالسيف أهول ما يرى مسلولاً، استلم زمام القيادة كما عهدناك دائما وأصلح ما أفسده الفلانان اللذان ذكرناهما آنفا وستجدنا جميعا نستمر في التصفيق والوقوف لك لأننا مازلنا نصفق واقفين لك دون تعب أو كلل لما فعلته لنا وللكويت طوال السنين السالفة.

نعم أعنيك أيها القاموس الدستوري الذي لا يشيب، يا من تصنع الأحداث ولا تصنعك.

أحمد السعدون... نعم أعنيك.