الأربعاء، 15 يوليو 2009

مسلم البراك والعدوان الثلاثي


"مسلم البراك " اسم ملأ الساحة السياسية في الفترة الأخيرة بجوها وبرها وبحرها ، قد تختلف معه أو تتفق لكنك قطعاً لا يمكن أن تنكر أنه نائب صلب ، جرئ ، مفوه ، يملأ مكانه إذا حضر، ولا يشغل مكانه أحد إذا غاب .
شجاع بإمكانه منازلة من يفوفه بالعدة والعتاد وتراه يهزمه بسهولة ، له جماهير في كل مكان حتى يكاد هو النائب الوحيد الذي لو يترشح في أي دائرة في الكويت لفاز وتصدر، صاحب حنجرة تسمع الأصم ولطالما أسمع بها وأوجع كل من سولت له نفسه بالالتفاف حول الدستور أو نهب أموال الدولة .
ومن باب احساسه بالمسؤولية تجاه المال العام قدم استجواباً مستحقاً لوزير الداخلية لم يتمكن الوزير من خلاله الرد على شبهة التنفيع التي شابت صفقة الاعلانات ، ولكن الحكومة عندما أحست بتورط وزيرها في هذه القضية قامت ولأول مرة بتجنيد كافة الصحف والمحطات التلفزيونية " اللي تمون عليها " وما أكثرها ضد مسلم البراك واستجوابه المستحق من أجل الإطاحة به واستمرار وزيرها صاحب شبهة التنفيع .
حتى منتخب طبقة الدينار الزائل شارك بالعدواني الثلاثي على النائب مسلم البراك ممثلا بالمدرب ناصر الذي أمطر النائب المحترم مسلم البراك بوابل من الاتهامات والاساءات الشخصية فبدأ هذا المنتخب بهجوم قوامه شرذمة من كتاب الدينار الذين ضاقت بهم الصحف ذرعاً جراء مقالاتهم الساقطة الهابطة التي فشلت في النيل من بوحمود ، ومن ثم أعطى المدرب تعليماته لابن أخيه لإجراء الإحماء لدخول أرضية الملعب ، وبالفعل دخل ملعب المنازلة بتصريحاته العدائية وما هي الإ خمس دقائق حتي أصيب بقطع بالرباط الصليبي وبخلع في الكتف جراء التحام قوي مع قلب دفاع الخصم .
هنا " توهق" المدرب وأحس بضراوة الخصم وشراسة دفاعاته فلم يجد بد من الدخول بنفسه إلى أرضية الملعب ليحاول أن يحقق ما عجز عنه لاعبيه من هز شباك الثقة التي بناها البراك مع ناخبيه .
دخل الملعب بتصريحات ملؤها الحقد لا تستحق أن أقف عند أغلبها ، ولكن استوقفني تصريح أكتع عندما قرأته علمت أن الدينار كالخمرة يذهب العقل أحيانا ، وهو عندما قال أن مسلم يدافع عن الذئاب وقطعا هنا يقصد الرمز أحمد السعدون ، ولست هنا بصدد الرد ولكن أجده شرفاً كبيراً من يحمل لواء الدفاع عن الرمز أحمد السعدون ، فعلا يامدرب، أحمد السعدون هو الذئب الذي نهش بأنيابه المدببه كل يد امتدت على مقدرات البلد أو مكتسبات الشعب على مدى العقود الثلاث الماضية هو البارجه الدستورية التي اقتحمت بحار الزيف والدجل والبصامة والسارقين فأغرقت كل سباح هوى السباحة في ذلك البحر وأدمى كل حوت اتخذ من ذلك البحر المظلم عرشا له . فأين العيب في الدفاع عن هذا الرمز ؟ اخبرني .
ثم انه ياباش مدرب لم يدافع عن شخص كان عرابا للمجلس الوطني أو شخص كان وزيرا في حكومة الحل الغير الدستوري .
ولم يدافع عن شخص ملياري كويتي لا يستثمر في بلده ، لم يدافع عن شخص يأخذ رسوم مالية حتى على المعاقين لعلاجهم ، لم يدافع عن شخص يقوم ولأسباب استثمارية تجارية زائلة بمنح منتخب مصر لكرة القدم مليون دولار لإحرازه كأس أفريقيا وبعدها بأحد عشر يوما يحرز منتخب الكويت لكرة اليد كأس آسيا ولم يدفع له دينار واحد !!!

يامسلم ياصوت الشعب الهادر لا تلتفت إلى الأصوات النشاز التي تحاول عرقلتك فأنت اختيار الشعب بأكمله وصانع للقرار في هذا البلد ، امضي في طريق تعرية سراق المال العام ولا ترد على المهاترات التي تأتيك من كل حدب وصوب ، واعلم بأن هذا قدر الكبار !!!

الاثنين، 13 يوليو 2009

أحمد السعدون .. نعم أعنيك



تجتاحني القهقهة ويغمرني الهذيان من فرط الضحك، مع زخات من مطر دموع الحسرة والألم عندما أقرأ وأسمع من يقول إن فلاناً هو رجل المرحلة، وأنتم تعلمون من أقصد بفلان هذا!

وتغرس الصدمة أطنابها في صدري المكلوم من واقع السياسة المر لدينا عندما أرى من يقول إن فلاناً الثاني هو (الرئيس الحكيم للمجلس) ومادروا بأنه هو من أودى بحياة المجلس من جراء جهله باللوائح وفقدانه للحياد وطرده للجمهور وتنصله من دوره كنائب يشرِّع ويراقب أو على الأقل يترجل من عرشه ويقف بجانب زملائه النواب ليتكلم أو يعقب أو يعترض أو يقترح كما فعل سلفه الرمز أحمد السعدون. لا فلان الأول رجل المرحلة لأنه أثبت فشله في خمس تجارب أظنها كافية لاختبار الرجال ولا فلان الثاني معقود عليه الأمل والطموح لأنه جثم على كرسي رئاسة المجلس طيلة عشر سنوات، لم نر خلالها إلا تدنيا في لغة الحوار، وهرجا ومرجا داخل قاعة البرلمان، وتراشقا بالألفاظ و(القلاصات) بين النواب في مشاهد لم تعتد الديمقراطية الكويتية عليها من ذي قبل.

إذن من هو رجل المرحلة؟ ومن هو المعقود عليه الأمل والطموح في انتشال البلد من مستنقع التراجع والمضي به نحو المقدمة؟

إنه، وبلا أدنى شك ولا عك، النائب المخضرم الرمز أحمد عبدالعزيز السعدون الذي وثب على ذاكرة البرلمان ووقف على حافة الدستور مشيِّداً سياجاً منيعاً من اللاءات حوله على مدى ثلاثة عقود وأكثر.

إنه زرياب السياسة، وكيف لا؟... فزرياب هو الذي أضاف الوتر الخامس على آلة العود ليزداد جمال الألحان جمالاً. شأنك شأنه يا«بوعبدالعزيز» فأنت من أضفت إلى آلة العود السياسية لدينا وتر الشجاعة في الحق، ووتر نكران الذات، ووتر الصبر في أحلك الظروف، ووتر الثبات على المبدأ، والإخلاص في العمل من أي موقع... نعم أعنيك يا زرياب السياسة.

نعم أعنيك يا أبا «عبدالعزيز»، أتدري لماذا؟ لأنك كنت ومازلت قائد فريق التصدي والدفاع عن الدستور وحماية المؤسسة البرلمانية من الضياع، ورأس الحربة في ملاحقة مؤسسة الفساد وسراق المال العام.

نعم أعنيك يا الرمز «بوعبدالعزيز» لأنني أعلم أن اليأس لم يعرف طريقه إلى قلبك بعد، رغم أن جحافله قد غزت قلوب الكثير من قومي.

نعم أعنيك لأنك دافعت عن الدستور بصلابة رغم أن هواة ودعاة الانقلاب عليه موجودون بكثرة كالنمل الجائع حول قطعة كعك يريدون القضاء عليها. نعم أعنيك لأنك الوحيد الذي بحثت عن السارقين الذين امتلأت جيوبهم بأموالنا وأموال أجيالنا وعثرت عليهم متلبسين بخزي الجريمة لتعلقهم على مشنقة السياسة، فنرى أجسادهم تتدلى دون رحمة لنصفق بحرارة وإعجاب، لأنك أعدمتهم سياسياً.

نعم أعنيك يا أيها النائب الوحيد الذي لم يتغيب عن حضور الجلسات يوماً إيماناً منك بأهمية الدور الذي وثق بك الناس كي تلعبه.

نعم أعنيك ياالرمز «بوعبدالعزيز»، لأن أقزام السياسة تطاولوا على تاريخك الناصع فما التفتَّ إليهم، وفتحوا عليك نار الهجوم المدفوع الثمن لسنين عدة، فما انثنيت لهم، ولفَّقوا عليك تهماً رخيصة بريء أنت منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب، فلم تخضع لهم ولا لأهوائهم وبقيت طوداً أشم تنتهي أحلام الشامتين منك والحاقدين عليك عند سفحك.

نعم أعنيك يا أيها الرمز، وهل يحق لي أن أعني غيرك؟ لم أتجاوز بعد الثانية والعشرين من العمر وانتخبتك مرتين، نعم أول صوت أدليته في حياتي كان لك، وكيف لا يكون إلا لك؟ أخبرني. نعم سأجلس إن رزقني الله عمراً مديداً على إحدى موائد الغداء في المستقبل مع أبنائي وأحفادي وأبلغهم بأن الله رزقنا رمزاً حافظ على دستوركم وأموالكم ومستقبلكم فانتخبته بكل شرف واعتزاز، وها أنتم تدرسون عنه الآن في مادة الاجتماعيات في فصل 'رموز الكويت' فاذهبوا وذاكروه جيداً كي تنجحوا.

مازلت أعنيك يا رمزنا الأبدي، الآن وبعد أن بدأ الفصل التشريعي الجديد، المضمار مضمارك والمجلس مجلسك والكويت تحتاجك ونحن نريدك، أشهر سيفك مجدداً في وجه العابثين والمخربين والخاطفين الذين اغتالوا أحلامنا خلسة، فالسيف أهول ما يرى مسلولاً، استلم زمام القيادة كما عهدناك دائما وأصلح ما أفسده الفلانان اللذان ذكرناهما آنفا وستجدنا جميعا نستمر في التصفيق والوقوف لك لأننا مازلنا نصفق واقفين لك دون تعب أو كلل لما فعلته لنا وللكويت طوال السنين السالفة.

نعم أعنيك أيها القاموس الدستوري الذي لا يشيب، يا من تصنع الأحداث ولا تصنعك.

أحمد السعدون... نعم أعنيك.