الأربعاء، 15 يوليو 2009
مسلم البراك والعدوان الثلاثي
الاثنين، 13 يوليو 2009
أحمد السعدون .. نعم أعنيك
تجتاحني القهقهة ويغمرني الهذيان من فرط الضحك، مع زخات من مطر دموع الحسرة والألم عندما أقرأ وأسمع من يقول إن فلاناً هو رجل المرحلة، وأنتم تعلمون من أقصد بفلان هذا!
وتغرس الصدمة أطنابها في صدري المكلوم من واقع السياسة المر لدينا عندما أرى من يقول إن فلاناً الثاني هو (الرئيس الحكيم للمجلس) ومادروا بأنه هو من أودى بحياة المجلس من جراء جهله باللوائح وفقدانه للحياد وطرده للجمهور وتنصله من دوره كنائب يشرِّع ويراقب أو على الأقل يترجل من عرشه ويقف بجانب زملائه النواب ليتكلم أو يعقب أو يعترض أو يقترح كما فعل سلفه الرمز أحمد السعدون. لا فلان الأول رجل المرحلة لأنه أثبت فشله في خمس تجارب أظنها كافية لاختبار الرجال ولا فلان الثاني معقود عليه الأمل والطموح لأنه جثم على كرسي رئاسة المجلس طيلة عشر سنوات، لم نر خلالها إلا تدنيا في لغة الحوار، وهرجا ومرجا داخل قاعة البرلمان، وتراشقا بالألفاظ و(القلاصات) بين النواب في مشاهد لم تعتد الديمقراطية الكويتية عليها من ذي قبل.
إذن من هو رجل المرحلة؟ ومن هو المعقود عليه الأمل والطموح في انتشال البلد من مستنقع التراجع والمضي به نحو المقدمة؟
إنه، وبلا أدنى شك ولا عك، النائب المخضرم الرمز أحمد عبدالعزيز السعدون الذي وثب على ذاكرة البرلمان ووقف على حافة الدستور مشيِّداً سياجاً منيعاً من اللاءات حوله على مدى ثلاثة عقود وأكثر.
إنه زرياب السياسة، وكيف لا؟... فزرياب هو الذي أضاف الوتر الخامس على آلة العود ليزداد جمال الألحان جمالاً. شأنك شأنه يا«بوعبدالعزيز» فأنت من أضفت إلى آلة العود السياسية لدينا وتر الشجاعة في الحق، ووتر نكران الذات، ووتر الصبر في أحلك الظروف، ووتر الثبات على المبدأ، والإخلاص في العمل من أي موقع... نعم أعنيك يا زرياب السياسة.
نعم أعنيك يا أبا «عبدالعزيز»، أتدري لماذا؟ لأنك كنت ومازلت قائد فريق التصدي والدفاع عن الدستور وحماية المؤسسة البرلمانية من الضياع، ورأس الحربة في ملاحقة مؤسسة الفساد وسراق المال العام.
نعم أعنيك يا الرمز «بوعبدالعزيز» لأنني أعلم أن اليأس لم يعرف طريقه إلى قلبك بعد، رغم أن جحافله قد غزت قلوب الكثير من قومي.
نعم أعنيك لأنك دافعت عن الدستور بصلابة رغم أن هواة ودعاة الانقلاب عليه موجودون بكثرة كالنمل الجائع حول قطعة كعك يريدون القضاء عليها. نعم أعنيك لأنك الوحيد الذي بحثت عن السارقين الذين امتلأت جيوبهم بأموالنا وأموال أجيالنا وعثرت عليهم متلبسين بخزي الجريمة لتعلقهم على مشنقة السياسة، فنرى أجسادهم تتدلى دون رحمة لنصفق بحرارة وإعجاب، لأنك أعدمتهم سياسياً.
نعم أعنيك يا أيها النائب الوحيد الذي لم يتغيب عن حضور الجلسات يوماً إيماناً منك بأهمية الدور الذي وثق بك الناس كي تلعبه.
نعم أعنيك ياالرمز «بوعبدالعزيز»، لأن أقزام السياسة تطاولوا على تاريخك الناصع فما التفتَّ إليهم، وفتحوا عليك نار الهجوم المدفوع الثمن لسنين عدة، فما انثنيت لهم، ولفَّقوا عليك تهماً رخيصة بريء أنت منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب، فلم تخضع لهم ولا لأهوائهم وبقيت طوداً أشم تنتهي أحلام الشامتين منك والحاقدين عليك عند سفحك.
نعم أعنيك يا أيها الرمز، وهل يحق لي أن أعني غيرك؟ لم أتجاوز بعد الثانية والعشرين من العمر وانتخبتك مرتين، نعم أول صوت أدليته في حياتي كان لك، وكيف لا يكون إلا لك؟ أخبرني. نعم سأجلس إن رزقني الله عمراً مديداً على إحدى موائد الغداء في المستقبل مع أبنائي وأحفادي وأبلغهم بأن الله رزقنا رمزاً حافظ على دستوركم وأموالكم ومستقبلكم فانتخبته بكل شرف واعتزاز، وها أنتم تدرسون عنه الآن في مادة الاجتماعيات في فصل 'رموز الكويت' فاذهبوا وذاكروه جيداً كي تنجحوا.
مازلت أعنيك يا رمزنا الأبدي، الآن وبعد أن بدأ الفصل التشريعي الجديد، المضمار مضمارك والمجلس مجلسك والكويت تحتاجك ونحن نريدك، أشهر سيفك مجدداً في وجه العابثين والمخربين والخاطفين الذين اغتالوا أحلامنا خلسة، فالسيف أهول ما يرى مسلولاً، استلم زمام القيادة كما عهدناك دائما وأصلح ما أفسده الفلانان اللذان ذكرناهما آنفا وستجدنا جميعا نستمر في التصفيق والوقوف لك لأننا مازلنا نصفق واقفين لك دون تعب أو كلل لما فعلته لنا وللكويت طوال السنين السالفة.
نعم أعنيك أيها القاموس الدستوري الذي لا يشيب، يا من تصنع الأحداث ولا تصنعك.
أحمد السعدون... نعم أعنيك.